فصل: قال الفخر:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
فبين تعالى أن سنته في عبيده إرسال الرسل إليهم، وأمرهم بعبادة الله ونهيهم عن عبادة الطاغوت.
ثم قال: {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضلالة} والمعنى: أنه تعالى وإن أمر الكل بالإيمان، ونهى الكل عن الكفر، إلا أنه تعالى هدى البعض وأضل البعض، فهذه سنة قديمة لله تعالى مع العباد، وهي أنه يأمر الكل بالإيمان وينهاهم عن الكفر، ثم يخلق الإيمان في البعض والكفر في البعض.
ولما كانت سنة الله تعالى في هذا المعنى سنة قديمة في حق كل الأنبياء وكل الأمم والملل وإنما يحسن منه تعالى ذلك بحكم كونه إلهًا منزهًا عن اعتراضات المعترضين ومطالبات المنازعين، كان إيراد هذا السؤال من هؤلاء الكفار موجبًا للجهل والضلال والبعد عن الله فثبت أن الله تعالى إنما حكم على هؤلاء باستحقاق الخزي واللعن، لا لأنهم كذبوا في قولهم: {لَوْ شَاء الله مَا عَبَدْنَا مِن دُونِهِ} بل لأنهم اعتقدوا أن كون الأمر كذلك يمنع من جواز بعثة الأنبياء والرسل وهذا باطل، فلا جرم استحقوا على هذا الاعتقاد مزيد الذم واللعن.
فهذا هو الجواب الصحيح الذي يعول عليه في هذا الباب.
وأما من تقدمنا من المتكلمين والمفسرين فقد ذكروا فيه وجهًا آخر فقالوا: إن المشركين ذكروا هذا الكلام على جهة الاستهزاء كما قال قوم شعيب عليه السلام له: {إِنَّكَ لأَنتَ الحليم الرشيد} [هود: 87]، ولو قالوا ذلك معتقدين لكانوا مؤمنين، والله أعلم.
المسألة الثانية:
اعلم أنه تعالى لما حكى هذه الشبهة قال: {كَذَلِكَ فَعَلَ الذين مِن قَبْلِهِمْ} أي هؤلاء للكفار أبدًا كانوا متمسكين بهذه الشبهة.
ثم قال: {فَهَلْ عَلَى الرسل إِلاَّ البلاغ المبين} أما المعتزلة فقالوا: معناه أن الله تعالى ما منع أحدًا من الإيمان وما أوقعه في الكفر، والرسل ليس عليهم إلا التبليغ، فلما بلغوا التكاليف وثبت أنه تعالى ما منع أحدًا عن الحق كانت هذه الشبهة ساقطة.
أما أصحابنا فقالوا: معناه أنه تعالى أمر الرسل بالتبليغ.
فهذا التبليغ واجب عليهم، فأما أن الإيمان هل يحصل أم لا يحصل فذلك لا تعلق للرسول به، ولكنه تعالى يهدي من يشاء بإحسانه ويضل من يشاء بخذلانه.
المسألة الثالثة:
احتج أصحابنا في بيان أن الهدى والضلال من الله بقوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا في كُلّ أُمَّةٍ رَّسُولًا أَنِ اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت} وهذا يدل على أنه تعالى كان أبدًا في جميع الملل والأمم آمرًا بالإيمان وناهيًا عن الكفر.
ثم قال: {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضلالة} يعني: فمنهم من هداه الله إلى الإيمان والصدق والحق، ومنهم من أضله عن الحق وأعماه عن الصدق وأوقعه في الكفر والضلال، وهذا يدل على أن أمر الله تعالى لا يوافق إرادته، بل قد يأمر بالشيء ولا يريده وينهى عن الشيء ويريده كما هو مذهبنا.
والحاصل أن المعتزلة يقولون: الأمر والإرادة متطابقان أما العلم والإرادة فقد يختلفان، ولفظ هذه الآية صريح في قولنا وهو أن الأمر بالإيمان عام في حق الكل أما إرادة الإيمان فخاصة بالبعض دون البعض.
أجاب الجبائي: بأن المراد: {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله} لنيل ثوابه وجنته: {وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضلالة} أي العقاب.
قال: وفي صفة قوله: {حَقَّتْ عَلَيْهِ} دلالة على أنها العذاب دون كلمة الكفر لأن الكفر والمعصية لا يجوز وصفهما بأنه حق.
وأيضًا قال تعالى بعده: {فَسِيرُواْ في الأرض فانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين} وهذه العاقبة هي آثار الهلاك لمن تقدم من الأمم الذين استأصلهم الله تعالى بالعذاب، وذلك يدل على أن المراد بالضلال المذكور هو عذاب الاستئصال.
وأجاب الكعبي عنه بأنه قال: قوله: {فَمِنْهُم مَّنْ هَدَى الله} أي من اهتدى فكان في حكم الله مهتديًا، {وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضلالة} يريد: من ظهرت ضلالته، كما يقال للظالم: حق ظلمك وتبين، ويجوز أن يكون المراد: حق عليهم من الله أن يضلهم إذا ضلوا كقوله: {وَيُضِلُّ الله الظالمين} [إبراهيم: 27].
واعلم أنا بينا في آيات كثيرة بالدلائل العقلية القاطعة أن الهدى والإضلال لا يكونان إلا من الله تعالى فلا فائدة في الإعادة، وهذه الوجوه المتعسفة والتأويلات المستكرهة قد بينا ضعفها وسقوطها مرارًا، فلا حاجة إلى الإعادة، والله أعلم.
المسألة الرابعة:
في الطاغوت قولان: أحدهما: أن المراد به: اجتنبوا عبادة ما تعبدون من دون الله، فسمى الكل طاغوتًا، ولا يمتنع أن يكون المراد: اجتنبوا طاعة الشيطان في دعائه لكم.
المسألة الخامسة:
قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَّنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضلالة} يدل على مذهبنا، لأنه تعالى لما أخبر عنه أنه حقت عليه الضلالة امتنع أن لا يصدر منه الضلالة، وإلا لانقلب خبر الله الصدق كذبًا، وذلك محال ومستلزم المحال محال، فكان عدم الضلالة منهم محالًا، ووجود الضلالة منهم واجبًا عقلًا، فهذه الآية دالة على صحة مذهبنا في هذه الوجوه الكثيرة، والله أعلم.
ونظائر هذه الآية كثيرة منها قوله: {فَرِيقًا هدى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضلالة} [الأعراف: 30]، وقوله: {إِنَّ الذين حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ} [يونس: 96]، وقوله: {لَقَدْ حَقَّ القول على أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لاَ يُؤمِنُونَ} [يس: 7].
ثم قال تعالى: {فَسِيرُواْ في الأرض فانظروا كَيْفَ كَانَ عاقبة المكذبين} والمعنى: سيروا في الأرض معتبرين لتعرفوا أن العذاب نازل بكم كما نزل بهم، ثم أكد أن من حقت عليه الضلالة فإنه لا يهتدي، فقال: {إِن تَحْرِصْ على هُدَاهُمْ} أي إن تطلب بجهدك ذلك، فإن الله لا يهدي من يضل، وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
قرأ عاصم وحمزة والكسائي: {يَهْدِي} بفتح الياء وكسر الذال والباقون: {لاَّ يَهِدِّى} بضم الياء وفتح الدال.
أما القراءة الأولى: ففيها وجهان: الأول: فإن الله لا يرشد أحدًا أضله، وبهذا فسره ابن عباس رضي الله عنهما.
والثاني: أن يهدي بمعنى يهتدي.
قال الفراء: العرب تقول: قد هدى الرجل يريدون قد اهتدى، والمعنى أن الله إذا أضل أحدًا لم يصر ذلك مهتديًا.
وأما القراءة المشهورة: فالوجه فيها إن الله لا يهدي من يضل، أي من يضله، فالراجع إلى الموصول الذي هو من محذوف مقدر وهذا كقوله: {مَن يُضْلِلِ الله فَلاَ هَادِيَ لَهُ} [الأعراف: 186]، وكقوله: {فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ الله} [الجاثية: 23]. أي من بعد إضلال الله إياه.
ثم قال تعالى: {وَمَا لَهُم مّن ناصرين} أي وليس لهم أحد ينصرهم أي يعينهم على مطلوبهم في الدنيا والآخرة.
وأقول أول هذه الآيات موهم لمذهب المعتزلة، وآخرها مشتمل على الوجوه الكثيرة الدالة على قولنا، وأكثر الآيات كذلك مشتملة على الوجهين، والله أعلم.
{وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ}.
وفيه مسألتان:
المسألة الأولى:
اعلم أن هذا هو الشبهة الرابعة لمنكري النبوة فقالوا القول بالبعث والحشر والنشر باطل، فكان القول بالنبوة باطلًا.
أما المقام الأول: فتقريره أن الإنسان ليس إلا هذه البينة المخصوصة، فإذا مات وتفرقت أجزاؤه وبطل ذلك المزاج والاعتدال امتنع عوده بعينه، لأن الشيء إذا عدم فقد فنى ولم يبق له ذات ولا حقيقة بعد فنائه وعدمه، فالذي يعود يجب أن يكون شيئًا مغايرًا للأول فلا يكون عينه.
وأما المقام الثاني: وهو أنه لما بطل القول بالبعث بطل القول بالنبوة وتقريره من وجهين: الأول: أن محمدًا كان داعيًا إلى تقرير القول بالمعاد، فإذا بطل ذلك ثبت أنه كان داعيًا إلى القول الباطل ومن كان كذلك لم يكن رسولًا صادقًا.
الثاني: أنه يقرر نبوة نفسه ووجوب طاعته بناء على الترغيب في الثواب والترهيب عن العقاب، وإذا بطل ذلك بطلت نبوته.
إذا عرفت هذا فنقول: قوله: {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم لاَ يَبْعَثُ الله مَن يَمُوتُ} معناه أنهم كانوا يدعون العلم الضروري بأن الشيء إذا فنى وصار عدمًا محضًا ونفيًا صرفًا، فإنه بعد هذا العدم الصرف لا يعود بعينه بل العائد يكون شيئًا آخر غيره.
وهذا القسم واليمين إشارة إلى أنهم كانوا يدعون العلم الضروري بأن عوده بعينه بعد عدمه محال في بديهة العقل: {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم} على أنهم يجحدون في قلوبهم وعقولهم هذا العلم الضروري، وأما بيان أنه لما بطل القول بالبعث بطل القول بالنبوة فلم يذكره على سبيل التصريح، لأنه كلام جلي متبادر إلى العقول فتركوه لهذا العذر.
ثم إنه تعالى بين أن القول بالبعث ممكن ويدل عليه وجهان:
الوجه الأول: أنه وعد حق على الله تعالى، فوجب تحقيقه، ثم بين السبب الذي لأجله كان وعدًا حقًا على الله تعالى، وهو التمييز بين المطيع وبين العاصي، وبين المحق والمبطل، وبين الظالم والمظلوم، وهو قوله: {لِيُبَيّنَ لَهُمُ الذي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الذين كَفَرُواْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كاذبين} وهذه الطريقة قد بالغنا في شرحها وتقريرها في سورة يونس.
والوجه الثاني: في بيان إمكان الحشر والنشر أن كونه تعالى موجدًا للأشياء ومكونًا لها لا يتوقف على سبق مادة ولا مدة ولا آلة، وهو تعالى إنما يكونها بمحض قدرته ومشئته، وليس لقدرته دافع ولا لمشيئته مانع فعبر تعالى عن هذا النفاذ الخالي عن المعارض بقوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْء إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وإذا كان كذلك، فكما أنه تعالى قدر على الإيجاد في الإبتداء وجب أن يكون قادرًا عليه في الإعادة، فثبت بهذين الدليلين القاطعين أن القول بالحشر والنشر والبعث والقيامة حق وصدق، والقول إنما طعنوا في صحة النبوة بناء على الطعن في هذا الأصل، فلما بطل هذا الطعن بطل أيضًا طعنهم في النبوة، والله أعلم.
المسألة الثانية:
قوله: {وَأَقْسَمُواْ بالله جَهْدَ أيمانهم} حكاية عن الذين أشركوا، وقوله: {بلى} إثبات لما بعد النفي، أي بلى يبعثهم، وقوله: {وَعْدًا عَلَيْهِ حَقّا} مصدر مؤكد أي وعد بالبعث وعدًا حقًا لا خلف فيه، لأن قوله يبعثهم دل على قوله وعد بالبعث، وقوله: {لِيُبَيّنَ لَهُمُ الذي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ} من أمور البعث أي بلى يبعثهم ليبين لهم وليعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين فيما أقسموا فيه. اهـ.

.قال ابن عطية:

{وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}.
لما أشار قوله تعالى: {فهل على الرسل إلا البلاغ المبين} [النحل: 35]. إلى إقامة الحجة حسبما ذكرناه بين ذلك في هذه الآية، أي إنه بعث الرسل آمرًا بعبادته وتجنب عبادة غيره، و{الطاغوت} في اللغة كل ما عُبد من دون الله من آدمي راض بذلك، أو حجر أو خشب، ثم أخبر أن منهم من اعتبر وهداه الله ونظر ببصيرته، ومنهم أيضًا من أعرض وكفر {فحقت عليه الضلالة}، وهي مؤدية إلى النار حتمًا، ومنه من أدته إلى عذاب الله في الدنيا، ثم أحالهم في علم ذلك على الطلب في الأرض واستقراء الأمم والوقوف على عواقب الكافرين المكذبين، وقوله: {إن تحرص} الآية، الحرص أبلغ الإرادة في الشيء، وهذه تسلية للنبي عليه السلام أي إن حرصك لا ينفع، فإنها أمور محتومة، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والحسن والأعرج وأبو جعفر وشيبة ومجاهد وشبل ومزاحم الخراساني وأبو رجاء العطاردي وابن سيرين {لا يُهدَى} بضم الياء وفتح الدال، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي: {لا يهدي} بفتح الياء وكسر الدال، وهي قراءة ابن المسيب وابن مسعود وجماعة، وذلك على معنيين أي إن الله لا يهدي من قضى بإضلاله، والآخر أن العرب تقول هدي الرجل بمعنى اهتدى حكاه الفراء وفي القرآن {لا يهدي إلا أن يهدى} [يونس: 35]، وجعله أبو علي وغيره بمعنى يهتدي، وقرأت فرقة {إن الله لا يَهدِي} بفتح الياء وكسر الهاء والدال، وقرأت فرقة {إن الله لا يُهدي} بضم الياء وكسر الدال، وهي ضعيفة، وفي مصحف أبي بن كعب، {إن الله لا هادي لمن أضل}، قال أبو علي: الراجع إلى اسم {إن} مقدر في {يضل} على كل قراءة إلا على قراءة من قرأ: {يَهْدِي} بفتح الياء وكسر الدال بمعنى يهدي الله، فإن الراجع مقدر في {يهدي}، وقوله: {وما لهم} ضمير على معنى {من}، وتقول العرب حَرَص يحرص وَحَرص يحرُص والكسر في المستقبل هي لغة أهل الحجاز، وقرأ الحسن وإبراهيم وأبو حيوة بفتح الراء، وقرأ إبراهيم منهم، {وإن} بزيادة الواو، والضمير في قوله: {وأقسموا} لكفار قريش، وذكر أن رجلًا من المسلمين حاور رجلًا من المشركين، فقال في حديثه: لا والذي أرجوه بعد الموت، فقال له الكافر أونبعث بعد الموت؟ قال: نعم، فأقسم الكافر مجتهدًا في يمينه أن الله لا يبعث أحدًا بعد الموت، فنزلت الآية بسبب ذلك، و{جَهْدُ} مصدر ومعناه فغاية جهدهم، ثم رد الله تعالى عليهم بقوله تعلى {بلى} فأوجب بذلك البعث، وقوله: {وعدًا عليه حقًا} مصدران مؤكدان، وقرأ الضحاك: {بلى وعدٌ عليه حقٌ} بالرفع في المصدرين، و{أكثر الناس} في هذه الآية الكفار المكذبون بالبعث.
قال القاضي أبو محمد: والبعث من القبور مما يجوزه العقل، وأثبته خبر الشريعة على لسان جميع النبيين، وقال بعض الشيعة إن الإشارة بهذه الآية إنما هي لعلي بن أبي طالب، وإن الله سيبعثه في الدنيا، وهذا هو القول بالرجعة، وقولهم هذا باطل وافتراء على الله وبهتان من القول رده ابن عباس وغيره.
{لِيُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي يَخْتَلِفُونَ فِيهِ وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ كَانُوا كَاذِبِينَ (39)}.
اللام في قوله: {ليبين} تتعلق بما في ضمن قوله: {بلى} [النحل: 38]. لأن التقدير {بلى يبعث ليبين}، وقيل هي متعلقة بقوله: {ولقد بعثنا في كل أمة رسولًا} [النحل: 36]، والأول أصوب في المعنى، لأن به يتصور كذب الكفار في إنكار البعث. اهـ.